نبذة عن المشروع
أكثر من 90% من الأطفال الصم لديهم آباء ومدرسون أصحاء سمعياً لكنهم لا يتواصلون معهم بشكل سليم، فلا يشارك الأطفال الصم في المحادثة، وربما لم يروِ لهم أحدٌ قصةً من قبل ويعانون من صعوبات في تطوير اللغة والتفكير. إن معدل الأمية الوظيفية مرتفع حتى بين الأطفال الصم أو المعاقين سمعياً دون إعاقة عقلية. فكيف يمكن تجاوز حالة الإقصاء التي يواجهونها وترميم الثغرات في تطورهم اللغوي؟
يدخل الكثير من الأطفال الصم المدرسة دون أن يكونوا قد طوروا أي لغة، أو تواصلوا مع أسرهم بواسطة اللغة، في الوقت الذي يجهل فيها مدرسوهم لغة الإشارة. وتفتقر المدارس لمواد سهلة المنال ملائمة لهذه الفئة من الناس، التي يعيش أكثرهم ضعفاً في المناطق الريفية، بينما تستخدم مواد معدة غالباً لذوي الإعاقة العقلية. ومن شأن هذا الوضع إن يفضي إلى الإقصاء الاجتماعي والأمية الوظيفية والبطالة وضعف الثقة بالنفس وربما أيضاً إلى مخاطر صحية بدنية وعاطفية. وغني عن القول أن فرص التعليم العالي تكاد تكون منعدمة.
إن الاستفادة من اللغة والأدب المكتوبين يشجع على التعليم والمشاركة الاجتماعية عبر تمكين الأطفال الصم من مشاركة الأطفال الأصحاء سمعياً في التجارب والمراجع، وضمان فهمٍ أفضل لبيئتهم واتخاذ القرارات الخاصة بهم. وتؤمن الكتب بلغة الإشارة المرفقة بالقراءة الصوتية للأطفال الصم إمكانية الحصول على النصوص المكتوبة باللغة الإسبانية، وتساعد في تعريف الأسر والمدرسين الأصحاء سمعياً بلغة الإشارة. وتدعم كتب الفيديو التفاعل القيّم بين الأطفال الصم والبالغين الأصحاء سمعياً، وتؤمن للأطفال إمكانيات اللقاء مع أشخاص أو شخصيات من الصمّ والتوحد معها ضمن نموذج تعليمي فكري ثنائي اللغة.
حاز المشروع في عام 2014 على اعتراف Iberoamerican Good Practice للبلدان الأيبيرية-الأمريكية، كما وصل إلى المرحلة النهائية لتصفيات جوائز وايز.
في ضوء اختيار المشروع كنموذج تعليمي من قبل منظمة اليونيسيف، تعتزم المؤسسة استكمال مهمتها المتمثلة بإصدار صيغ مختلفة بلغة الإشارة للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك لفائدة الأطفال. كما سيتم وضع بروتوكول لتطوير مواد تعليمية بلغة الإشارة بالتعاون مع الأوروغواي والباراغواي والبرازيل والمكسيك.