About the Project
يستثمر برنامج مرشد المتعلمين التابع لمؤسسة كامفيد في التعليم الثانوي النوعي، ويحرص على تزويد الشباب بالمعارف الأساسية الضرورية، بما في ذلك إكسابهم مجموعة أوسع نطاقًا من المهارات الحياتية، بغية تمكينهم من الانخراط في أنماط حياتية مثمرة ومليئة بالإنجازات في تنزانيا. ويمثّل البرنامج نموذجًا مستدامًا وقابلاً للتوسع يهدف إلى معالجة مسألة نوعيّة التعليم وإتاحة الفرص أمام الشابات للانتقال من الدراسة الثانوية إلى ما بعدها من مراحل. ومن خلال هذا البرنامج، تعود خريجات المدارس الشابات – اللاتي سبق أن قدّمت لهن مؤسسة كامفيد الدعم لمواصلة دراستهن واللاتي أصبحن حاليًا عضوات في شبكة الخريجين التابعة للمؤسسة – إلى مدارسهن المحلية لدعم الأطفال المهمّشين في دراستهم، وتقديم برنامج لتعزيز مهارات حياتية مصمّم حسب الغرض ويهدف إلى تكملة المنهج الأكاديمي الرسمي وليس استبداله.
Context and Issue
ثمة الكثير من الحواجز المعقدة التي تحول دون استفادة الفتيات من النظام التعليمي في تنزانيا وتعزيز قدراتهن على التعلم والنجاح. ويذكر أن العديد منهن فقدن أحد أو كلا الوالدين، وأنهن يتحمّلن عبء المهمّات المنزلية والأعمال الزراعية، ويعتنين بأقاربهن، وكثيرًا ما يكون شغلهن الشاغل هو تأمين وجبة الطعام التالية التي سيتناولنها. تعني المدرسة الثانوية مسافة جغرافية ونفسية طويلة بالنسبة للفتيات المحرومات من الموارد المالية اللاتي لا يشعرن بأن من حقّهن التعلم، وهي مسافة تصبح أكثر بعدًا إذا أخذنا في الاعتبار لغة التعليم المعتمدة في المرحلة الثانوية، وهي الانجليزية التي تمثّل اللغة الثانية أو حتى الثالثة للعديد من الطالبات في المناطق الريفية. ومن جهة أخرى، تصبح الشابّات اللائي لا يلتحقن أبدًا بالمدرسة الثانوية معرّضات بدرجة كبيرة لمخاطر الحمل المبكر والزواج المبكر والاستغلال، كما يحكم عليهنّ بعيش حياة يغلب عليها الإقصاء والفقر. ويفاقم هذه التحديات عدم إعداد المدارس للفتيات والشابات بشكل كافٍ للتعامل مع التحديات التي ستواجهنها عند إكمالهن مرحلة التعليم الثانوي. ويعكس النقص في أعداد المعلّمات وإحجام المعلمات المؤهلات اللائي يقطن في المناطق الحضرية عن الانتقال إلى المدارس النائية، قلّة وجود نماذج يمكن أن يحتذي بها الأطفال المهمشون، إلى جانب تدني نوعيّة التعليم في المدارس بوجه عام. كما تفضي المناهج الدراسية الأكاديمية ضيقة النطاق إلى عدم إعداد الطالبات لمواجهة التحديات ذات الصلة بريادة المشاريع التي تمثّل غالبًا الفرصة الوحيدة الواقعية والآمنة لإدرار الدخل، لا سيما بالنسبة للشابات.
The Solution and Impact
يحظى البرنامج بالتأييد الكامل من وزارة التعليم في تنزانيا التي قامت بدمجه في الجدول الدراسي للمدارس. وكان القاسم المشترك الذي جمع مرشدات التعلّم يتمثل في ظروف الفقر والحرمان التي تعصف بالمناطق الريفية، فأصبحن يشكلن نماذج وقدوة هامة في الإرشاد والتوجيه. فهنّ يبدين التعاطف مع الطالبات المهمشات ويساعدنهن على مواجهة التحديات. في مقابل التزامهنّ تجاه البرنامج، تحصل مرشدات التعلّم على قروض بدون فائدة لإطلاق أعمالهنّ التجارية الخاصّة بهنّ (تمثّل هذه القروض حافزًا رئيسيًا لضمان التزام المرشدات بالبرنامج الذي يستمرّ على مدار 18 شهرًا)، ويستفدن من منصة تكنولوجية متنقلة يمكنهنّ من خلالها التواصل وكذلك الوصول إلى موارد تعليمية جديدة. كما تتاح لهن فرصة الحصول على مؤهّل من مجلس تعليم إدارة الأعمال والتكنولوجيا (BTEC) الذي يعدّ بمثابة نقطة انطلاق نحو التدريب الرسمي للمعلّمين. يُشار أنّ البرنامج يقدّم خدماته في 230 مدرسة ثانوية في تنزانيا. وقد قدّمت 861 مرشدة تعلّم لغاية تاريخه جلسات أسبوعية لأكثر من 100 ألف شابة في المدارس الثانوية. ويمثّل البرنامج نموذجًا للتميّز أمام الشابات من أجل تعظيم الفائدة المتوخاة من تعليمهن من أجل إفادة الجيل القادم. كما يفتح البرنامج آفاقًا جديدة لهن للعمل كرائدات مشاريع ومعلمات، ويقدّم لهنّ فرص عمل جديدة استنادًا إلى أوضاعهن داخل المجتمعات المحلية، ويفتح أمامهن باب الاستقلال المادي والاقتصادي لقاء مساعدتهن فئة الفتيات المهمشات تحديدًا على تحقيق النجاح. ويثمر البرنامج دورة تطوير متميزة، حيث يفضي الاستثمار في تعليم الفتيات إلى فوائد متزايدة باطّراد تصبّ في تعزيز نشاط الشابات، ما يدعم التطلعات التعليمية للفتيات ونجاحهن.
وقد تم تصميم برنامج مرشد المتعلمين بحيث يقوم في الأساس على الاستدامة وقابلية التطوير. ومن خلال شراكة البرنامج المستمرة مع شركة كيفا (Kiva)، نجحت مؤسسة كامفيد في دمج الاستدامة ضمن مخطط الحوافز الخاص بها، ما مكّن الشابات من الالتزام في التطوع طويل الأجل من أجل دعم الأطفال في مجتمعاتهم المحلية من جهة والحصول على دخل من جهة أخرى، دون أن يشعرن بالتهديد المتمثّل في سداد الفوائد الكبيرة للقروض. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الفتيات واصلن عملهن التطوّعي بعد فترة الالتزام التي يفرضها البرنامج، وهي 18 شهرًا. وتتكامل إدارة البرنامج مع البنية التحتية المحليّة، لا سيّما أن البرنامج يحظى بدعم مجموعة من الجهات المعنيّة الرئيسيّة في المجتمع، من ضمنها المدارس والسلطات الحكومية.
Future Developments
أدّى النهج الذي يتبعه البرنامج والذي يقوم على إدارته المجتمع المحلي بالشراكة مع وزارة التعليم إلى تيسير توسيع نطاق البرنامج وتكييفه ليشمل مناطق إضافية في تنزانيا. وسيستمر البرنامج في التوسع إلى مناطق أخرى، بما في ذلك من خلال تدريب الخريجات غير المنتميات لمؤسسة كامفيد ليصبحن مرشدات للمتعلمين. وتتيح الشراكة مع الجهات الحكومية أيضًا إمكانية تطبيق البرنامج على نطاق أوسع من خلال دمجه في النظام المدرسي الوطني، ما يؤدي إلى إيجاد نموذج مستدام لتحسين النتائج التعليمية وتعظيم الفوائد بحيث تستفيد من البرنامج آلاف أخرى من الأطفال والشابات في جميع أنحاء تنزانيا. وقد بدأ البرنامج بالمزيد من التوسّع الإقليمي مع نشره في زيمبابوي وغانا، بعد إتاحة استنساخه بفضل إمكانات شبكة مؤسسة كامفيد لعموم قارة إفريقيا. وفي غضون ثلاث سنوات، يتوقّع أن ينمو عدد أعضاء البرنامج من 55.358 (في 2016) إلى أكثر من 130 ألف عضو. وتعدّ كل واحدة من الشابات مرشدة محتملة للمتعلمين، إذ يمكن أن تسهم في توسيع نطاق البرنامج مرّة جديدة ليشمل جميع البلدان الشريكة لمؤسسة كامفيد، وغيرها.
May 09, 2019