لمحة عن المشروع
يسعى المشروع إلى معالجة ما وصفته حكومة نيوزيلندا بالتحدي الكبير الذي يواجه التعليم في نيوزيلندا اليوم وهو الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المستمرة بين الشعوب الأنجلو-أوروبية وسكان الماوري الأصليين.
تعتبر معدلات التحصيل العلمي لطلاب الماوري بمجملها متدنية بالمقارنة مع غالبية الطلاب المنحدرين من أصل أوروبي ونسبة التسرب المدرسي بينهم تزيد عن الباقين بثلاثة أضعاف. ونسبتهم في برامج التعليم الخاصة أعلى بسبب مشاكل تتعلق بالسلوك، بينما نسبتهم في البرامج الخاصة ما قبل سن المدرسة أقل من نسب الفئات الأخرى. كذلك يكثر تواجدهم ضمن الصفوف التعليمية بطيئة التقدم، وحضورهم لدراسة المناهج المهنية أكثر. كما أنهم يتركون المدارس قبل غيرهم، ويحصلون على قدر أقل من المؤهلات الرسمية، وعدد المتقدمين منهم للدراسات العليا أقل.
وتنتشر البطالة بمعدلات أعلى بين شعب الماوري، وفرص حصولهم على عمل هي أكبر في الوظائف الأدنى أجراً، ونسبة دخول السجون بين صفوفهم أكبر من باقي السكان، وعلى غرار معدل إصابتهم بالأمراض النفسية والجسدية وانتشار الفقر. كما أنهم عموماً أقل تمثيلاً ضمن المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الإيجابية للمجتمع. وتعكس هذه التباينات تلك الموجودة في الجهاز التعليمي. وهذه الفئة من الطلاب آخذة في الازدياد كنسبة من سكان نيوزلندا (وهي الآن 28% من المواليد الجدد) كما ستنمو العواقب السلبية لهذه التباينات نمواً مطرداً.
بدأ المشروع في عام 2001 بسلسلة من المقابلات المعمقة مع طلاب الماوري وأولياء أمورهم ومدرسيهم ومدراء مدارسهم، دارت حول أسباب استمرار التباين التعليمي بين طلاب الماوري ونظرائهم من الفئات الأخرى، والحلول الممكنة لمعالجتها. وكان الهدف من تلك المقابلات تحديد ظروف التمدرس التي يعيشها طلاب الماوري ولاسيما تلك المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعملية تعليمهم. وقد تم وضع "ملامح التدريس الفعال"، التي شكلت أساس الدعم المقدم لمدرسي المشروع ولقادة العمل في المدارس. والمشروع عمل مبتكر لأنه قدم حلولًا اقترحها طلاب الماوري وأصبحت لاحقًا إصلاحاً فعالاً على مستوى المدارس يثبت الآن قدرته على التغيير.
تشمل الحلول التركيز على صوت الطالب ومشاركته، وإشراك الطلاب وأسرهم في عملية إصلاح المدارس، ورفض الأطروحات التي تقتصر على الاشارة الى ضعف أداء طلاب الماوري، وتركيز المناهج الدراسية الشديد على علاقات الرعاية والتعلم، والانتقال من طرق التلقين التقليدي إلى أنماط أكثر حوارية وتفاعلية في التدريس، وتطوير التنمية المهنية للمدرسين التي تدعمها الممارسات المتكررة وتطوير واعتماد الأدوات الإلكترونية المناسبة لذلك.
وتشير أحدث الدراسات أن المدارس التي تستخدم "ملامح التدريس الفعال" بفعالية أكثر تشهد تحسناً كبيراً لخبرات طلاب الماوري المدرسية. كما تظهر المشاركة، والالتزام، والاستبقاء، والتحصيل العلمي مكاسب إيجابية مقارنة مع مجموعة مدارس حددت للمقارنة. ويظهر تحليل تأثير الحجم بشكل خاص أنه بقدر ما يحسن المدرسون استخدام "ملامح التدريس الفعال" بقدر ما يبدي طلاب الماوري تحولات أكبر في التحصيل داخل قاعات الدراسة. وتشهد مدارس المشروع الثانوية تزايداً كبيراً في عدد طلاب الماوري (260% خلال 11 عاماً).
يهدف المشروع إلى التوسع كي يشمل 100 مدرسة أخرى. و ستشهد هذه المدارس زيادة في طلاب الماوري في نيوزيلندا بنسبة 33 بالمئة. وعلى نطاق أوسع، يجري الترويج للمشروع في المحافل الدولية عبر تأسيس "مركز علوم العلاقات التربوية والتعليمية" في جامعة ويكاتو. وهدف المركز الوحيد هو تعزيز إنصاف الطلاب من السكان الأصليين والمهمشين في كافة أنحاء العالم.
وستضم وزارة التربية والتعليم النيوزيلندية المشروع إلى مبادرة جديدة منها أسمتها " استثمار النجاح".