نبذة عن المشروع
يعد مشروع "طبشورة في صندوق" واحد من بين المبادرات التي أطلقتها الجمعية اللبنانية للتعلم البديل. وتعتمد المبادرة على توفير خادم إلكتروني غير متصل بشبكة الإنترنت يتضمن المحتوى الخاص بمنصة طبشورة، وهو عبارة عن موارد تعليمية رقمية. ويتوافق المحتوى مع المنهج الدراسي اللبناني بهدف سد الفجوات في عملية التعلم والحدّ من أعداد الطلاب المتسربين من التعليم في المناطق اللبنانية المحرومة وكذلك بين مجتمعات اللاجئين. ومبادرة طبشورة هي منصة رقمية مجانية توفر موارد وأنشطة تفاعلية تهدف لتعزيز المعرفة والتفكير النقدي ومهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال استخدام وسائل التكنولوجيا. تم تطوير المحتوى بشكل تعاوني من قبل المدرسين والخبراء التربويين المحليين وتبع ذلك اعتماد منهجٍ تعليميٍ عمليٍ من خلال إشراك الطلاب بشكلٍ فعَّال في عملية تعلمهم. وتفاديًا لمشكلة انقطاع خدمة الإنترنت والطاقة الكهربائية في بعض المناطق، قام فريق التكنولوجيا الخاص بالجمعية اللبنانية للتعلم البديل بتطوير "الصندوق" باستخدام تقنية "راسبيري باي". أما الصندوق فهو عبارة عن خادم إلكتروني صغير للغاية منخفض التكلفة يتم تحميله بمحتوى مبادرة طبشورة الخفيف. ويمكن لهذا الخادم أن يعمل مع أجهزة "باور بنك" (أو بنك الطاقة) ويمكن توصيله مع ما يصل إلى 30 حاسوبًا. وقد أقامت الجمعية شراكات مع منظمات غير حكومية ومؤسسات تعليمية لتقديم التدريب المجاني لهم على استخدام منصة "طبشورة في صندوق".
السياق والقضية
يتعرض النظام التعليمي في لبنان لضغوط كبيرة بسبب التدفق الكبير للاجئين من سوريا. وغالبًا ما يتمركز اللاجئون في المناطق الريفية، مما يؤدي إلى اكتظاظ المدارس في هذه المناطق وينتج عن ذلك ارتفاع معدلات التسرب من التعليم بين الأطفال اللاجئين والتلاميذ اللبنانيين. وعلاوة على ذلك، يعجز المدرسون على مدّ الطلاب بالتعليم الجيد القائم على المنهجيات التربوية المتمركزة حول الطالب والتعليم المتمايز. ونتيجة لذلك، يتراجع الأطفال اللاجئون في التحصيل الدراسي لمواد القراءة والكتابة والحساب. وتعد الحلول الرقمية المبتكرة واحدة من الاستجابات الرئيسية لهذه الأزمة، ذلك لأنها تشجع على الإبداع وتسمح بالتكيُّف مع مختلف السياقات.
وبالرغم من تعدد مصادر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إلا أنها لا تتكيف مع الثقافة المحلية وأهداف النظام التعليمي الوطني والوقائع الميدانية. وهو الأمر الذي يصعب من مهمة المدرس في استخدام وسائل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بداخل صفوف الدراسة بغرض تعزيز منهجياته التعليمية ومن مهمة الطلاب في إيجاد المصادر الدراسية المناسبة لتلبية احتياجاتهم.
ولتطبيق تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في جميع المدارس – وبخاصة في المناطق المحرومة، فثمة عادةً حاجة لتوفر اتصال جيد بشبكة الإنترنت. وللأسف، تواجه المناطق الريفية في لبنان مشكلة الاتصال المحدود بالإنترنت بسبب غياب البنية التحتية، بالرغم أنه تم تجهيز العديد من هذه المناطق بمختبر حاسوبي ولوحات تفاعلية وصلت إليهم عبر التبرعات.
الحل والأثر
تستخدم منصة طبشورة موودل (Moodle) ، وهو نظام تعليمي مجاني، تم إدماجه مع ملحقات نظام إتش فايف بي" (H5P) المبتكرة لجعل استخدامه أمرًا ميسورًا وتحفيزيًا. يتم اختيار المصادر الرقمية التي طورها فريق طبشورة بشكل مسبق وتكييفها لتتلائم مع الأهداف التعليمية الخاصة بالمنهاج اللبناني. كما تلبي هذه المصادر الاحتياجات التي جرى تقييمها في هذا المجال. وهي تتسم أيضًا بسهولة الوصول إليها، مما يوفر للمعلم المساعدة والحلول بدون الحاجة للعمل الإضافي وللأطفال المحتوى الملائم. وتتناول هذه المصادر جميع الموضوعات المدرسية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وكذا العلوم والرياضيات، فضلاً عن الموارد اللاصفية في مجالات الفنون والثقافة والتربية المدنية والمهارات الحياتية.
فبعد تشكيل المواد التعليمية باستخدام منصة طبشورة، يتم تحويل جميع المواد إلى نسخة خفيفة يتم تحميلها على بطاقة "إس دي" صغيرة وإدراجها في "الصندوق". ويتيح استخدام البطاقة سهولة تحديث المحتوى عندما يكون جاهزًا.
يتم توصيل "الصندوق" بأجهزة "هوت سبوت" تصل إلى 30 حاسوبًا في نفس الوقت، ويمكن استخدامها في المناطق التي تعاني من انعدام الاتصال بشبكة الإنترنت وغياب الكهرباء.
التطور المستقبلي
تتضمن التطورات الرئيسية المستقبلية استكمال محتوى المنصة حتى يتمكن من تغطية جميع المستويات الدراسية، ونشره بين أكبر عدد ممكن من الأطفال من خلال تعزيز الشراكات مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتسهيل النشاط الميداني، وكذلك مع الجامعات الرائدة لتحسين عملية تقويم الأثر. وهناك تصورات لوضع خطط توسع للمشروع في تركيا والأردن. وسيتطلب ذلك وضع استراتيجية مستدامة تسمح للجمعية اللبنانية للتعلم البديل بتعيين فريق مخصص من المهنيين في مجال التعليم.