الأحرف المسموعة (SueñaLetras) هو أحد البرمجيات المجانية المصممة لدعم تدريس القراءة والكتابة للأطفال المصابين بفقد السمع جزئياً أو كلياً من الفئة العمرية المتراوحة بين 4 و 12 عاماً. وقد استخدم الأطفال غير المصابين بعاهة سمعية وكذلك المصابون بعاهات أخرى البرنامج بنجاح.
يواجه الصمّ صعوبةً في فهم اللغة المكتوبة باعتبارها انعكاساً للكلام المحكي. عوضاً عن ذلك يقدّم برنامج الأحرف المسموعة نشاطات مسليةً تربط اللغة المكتوبة بلغة الإشارة. ويساعد البرنامج في تطوير مفردات اللغة المكتوبة ولغة الإشارة ويعمل على تبسيط تصنيف المفاهيم.
ويعتبر البرنامج مبتكراً من حيث التصميم وطريقة التعليم بحيث يدعم اكتساب مهارات القراءة والكتابة من خلال مخفزات مختلفة: لغة الإشارة الأصلية للطفل، وأبجدية الأصابع وقراءة الشفاه، والكلمات المكتوبة والصور. ويتميز برنامج الأحرف المسموعة بالمرونة حيث يمكن لأي شخص يعرف الإجراءات أن يقوم بتعديل البرنامج وتكييفه بما يتناسب مع مجالات اهتمامه ووضع فئات ومفاهيم جديدة أو كلمات جديدة. كما إنّ تصميم البرنامج يجعل استخدامه في سياقات متنوعة أمراً سهلاً بحيث يستخدم بشكل جماعي أو فردي أو في البيئات غير التعليمية مثل المنزل.
وتوجد نسخ من البرنامج مصممة لتشيلي والمكسيك وأوروغواي وكوستاريكا وأسبانيا والأرجنتين وكولومبيا وكاتالونيا، فيما يتم حالياً تطوير نسخ خاصة بالإكوادور وباناما. وقد تمّ تحميل البرنامج 30 ألف مرة تقريباً.
يواجه المصابون بعاهات سمعية صعوبةً خاصة في الحصول على فرص لتعلم اللغة المكتوبة لأنّ تعلّم القراءة والكتابة يستلزم لغة مختلفة عن تلك التي يمتلكونها بشكل طبيعي وهي لغة الإشارة. بالنظر إلى النموذج الثنائي اللغة المتّبع في تعلم القراءة والكتابة، يبدو أنّ المقاربة الأجدى للتعلم تتمثل في استخدام اللغة الأم أو الأصلية للمتعلّم في لغة الإشارة الموازية لها بوصفها المصدر الأساسي للتواصل ومحاولة اكتساب القدرة على الكتابة من خلالها سواء بشكل متزامن أو متتابع.
يعتبر محو الأمية عاملاً أساسياً في التنمية البشرية، كما يؤثر على الصحة وجودة الحياة والوصول إلى المعرفة والمشاركة الاجتماعية. وإحدى الطرق الفعّالة في تعليم الصمّ القراءة تتمثل في تبني آليات طوّرها أخصائيو علم النفس السلوكي فيما يسمى "السلسلة"، وفيها يتمّ تقسيم الأجزاء المكوّنة للمهام التي لم يستطع المتعلّم إتقانها بعد بحيث يتم تقديمها وتدريسها من خلال محفزات وأسئلة وجوائز للحصول على الاستجابة. يتم تكرار المهام (باستخدام نفس المحفزات دائماً) حتى يصبح المتعلّم قادراً على أدائها لوحده. وبمجرد إتقان مهمة واحدة، يمكن ربطها بمهام أخرى بحيث يمكن العمل على حل أسئلة أكثر تعقيداً.
يعتمد المشروع على الابتكار في التصميم وطريقة التعليم التي تدعم اكتساب مهارتيّ القراءة والكتابة من خلال محفزات مختلفة وهي لغة الإشارة الأصلية للطفل، وأبجدية الأصابع وقراءة الشفاه والكلمات المكتوبة والصور. ويُطلق على عملية تكرار الربط بين هذه المحفزات اسم السلسلة وقد أثبتت هذه الطريقة أنها مبتكرة وفعالة في تعليم الأطفال الصم القراءة والكتابة.
ومن حيث الأثر، فإنّ تقريراً مشتركاً من جامعة غالاديت وبنك التنمية لدول أمريكا إضافةً إلى شهادات المستخدمين للتطبيق التجريبي للبرنامج عام 2008 وكذلك التقييمات القبلية والبعدية لعام 2013 تُظهر جميعها أن البرنامج يساعد على تحقيق نتائج جيدة في اتقان الطلاب للغة الإشارة والمفردات المكتوبة والهجاء بالأصابع ومهارات القراءة. إضافةً إلى ذلك فإن للبرنامج أثراً إيجابياً على قدرات المتعلّم على التركيز على المدى الطويل.
سيستمر العمل على تطوير نسخ جديدة من برنامج الأحرف المسموعة خلال السنوات القادمة وإقامة المزيد من ورشات العمل وبرامج التعليم الإلكتروني لتعليم كيفية استخدام البرنامج والبحث في تقييم أثر البرنامج في زيادة المفردات في تشيلي. وقد تم تطوير النسخة 2.5 عام 2013 والتي تتضمن أنشطة تعليمية إضافية. ويخطط المشروع لتحديث نسخ 2.0 الأخرى وتطوير نسخة تصلح للاستخدام على أجهزة iPad وأجهزة الحاسوب اللوحيّ.
وفيما يتعلق بتطوير إصدارات جديدة، فلدى مركز CEDETi نظام يقوم بترجمة الواجهة البرمجية إلى لغات أخرى غير الإسبانية من أجل توفير البرنامج لنطاق أوسع من الجنسيات. ويتواصل المركز حالياً مع مؤسسات وطنية وعالمية أخرى ليقترح خطةً للوصول إلى اتفاقيات لإنشاء إصدارات ومشاريع جديدة تعتمد على الأفكار المذكورة آنفاً.