نبذة عن المشروع
وتتمثل الميزة التنافسية لمنظمة ديفلوبمنتس إن ليتيراسي التي تدير المشروع في أن المحتوى صناعة محلية وذو صلة بالسياق المحلي وتملكه المنظمة، ما يجعله ابتكارًا بسيطًا وفعالًا ومجديًا اقتصاديًا ويمكن تطويره بشكل كبير.
الأمر الآخر أن قدرة الأجهزة النقالة غير المحدودة على التخزين والوصول إلى المحتوى يجعل المشروع بديلًا مبتكرًا ومجديًا اقتصاديًا للتدريب الشخصي أو تطوير المكتبات، لا سيما في المناطق الريفية حيث تَمنع التقاليد تنقُّل المدرِّسات لوحدهن. ويتغلب التعلم باستخدام الهاتف النقال على تلك المشاكل عبر تمكين المدرسين لتولي ملكية الأدوات وعملية التعلم.
والمعلمون في الريف الباكستاني نتاجُ نظامٍ تعليمي وطني قاصر تُعيقه رداءة جودة التدريس وأساليبه غير الفعالة. ونتيجةً لذلك، ثمة فجوات مختلفة في المعارف الأساسية لا يمكن معالجتها كليًا في التدريب ما قبل الخدمة وأثناء الخدمة. كما أن المدرسين في المناطق الريفية أقل تأهيلًا أكاديميًا ويتدنى احتمال حصولهم على التدريب. ومن أجل تجاوز هذه الحلقة من التدريس غير الفعال التي تعود في جانب منها إلى ضعف المعرفة بالمنهاج الدراسي، يحتاج المدرسون إلى الحصول على فرصٍ مستمرة للتطوير المهني من أجل معالجة تلك الثغرات المعرفية عبر تزويدهم بدروس تهدف إلى توضيح المفاهيم (UNESCO 2011. World Data on Education. 7th Edition). وفوق هذا وذاك، يعيش 57 في المائة من مدرسي باكستان في الريف ويفتقرون إلى المواد المعرفية التي تدعم تدريبهم.
وقد أظهر التقييم النصفي للمشروع أثناء المرحلة الأولى، والذي شمل 200 مدرس، تحسُّن الأداء بنسبة 37 في المائة في الرياضيات و19 في المائة في اللغة الإنجليزية مقارنةً مع خط الأساس. وقد أُجري هذا التقييم بالإضافة إلى تقييم خط الأساس في سياقاتٍ مراقَبة باستخدام بروتوكولات وأدوات اختبار موحَّدة في كافة المناطق التي يغطيها المشروع. وأثناء تقييم خط الأساس، تم التخطيط لتصميمٍ تجريبي وشُكِّلت مجموعتان تتمتعان بتركيبة متماثلة هما المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة. وعمليًا، لم يكن بالإمكان المحافظة على الظروف الضابطة جرّاء التعميم غير المتوقع لدروس التعلم على الهاتف المحمول في المدرسة وداخل المنازل. وقد أبدى المدرسون في المجموعة الضابطة رغبةً قوية في الحصول على تلك الدروس. ولما كان 22 في المائة من مدرسي المجموعة الضابطة قد انضموا إلى المجموعة التجريبية في وقت مبكر من المشروع، فقد تغير التصميم التجريبي إلى مقارنةٍ بين ما قبل وما بعد. وفي كلا التقييمين اللذين أُجريا عند خط الأساس وفي منتصف المشروع، اختُبر المدرسون في باقة كاملة من المعارف والمهارات، ومن بينها موضوعات لم يطلعوا على مواد التعلم الخاصة بها على الهاتف المحمول. وقد أظهر التحليل ازديادًا ملحوظًا في معارف المدرسين مقارنة مع خط الأساس في الموضوعات التي اطلعوا على محتواها التعليمي على الهاتف المحمول، في حين أنهم أبدو تحسنًا قليلًا أو معدومًا في المواضيع والمهارات التي لم يطلعوا بعد على دروس التعلم الخاصة بها على الهاتف المحمول.
وأثناء الفترة التجريبية، أُنشئ 23 مَركزًا للإنترنت في ثلاثة أقاليم، ما أتاح للمدرسين فرصة تحميل دروسٍ جديدة والحصول على دعمٍ فني. وقد اختارت منظمة ديفلوبمنتس إن ليتيراسي المحتوى المحلي وصممته بما يلائم المعلمين والطلاب في المناطق الريفية، ووفرت مكتبةً رقمية تحوي 300 درس في الرياضيات واللغة الإنجليزية بما يتماشى مع المعايير الوطنية الباكستانية.
وقد قام البرنامج التجريبي بإنشاء وتطوير 23 مركزا للإنترنت عبر ثلاث محافظات، حيث يمكن للمدرسين تحميل الدروس الجديدة والحصول على الدعم التقني. كما قامت جمعيّة "ديفلوبمنتس إن ليتيراسي" بتحديد المحتوى ذي الصلة بالمناهج المحلية وتنظيمه ونشره من جهة وتصميمه في حال فقد من جهة أخرى. كما قامت بتأمين مكتبة رقمية تحتوي على 331 درسا للرياضيات واللغة الإنجليزية تتماشى مع المعايير الوطنية الباكستانية.
وقد تمّ قياس مدى فعاليّة البرنامج من خلال المعرفة التي حصّلها المستخدمون وتأثيرها على عمليّة تعلّم الطلّاب. وقد هدف المشروع في نهايته إلى زيادة معرفة المحتوى التربوي في كل من الرياضيات واللغة الإنجليزية بمعدّل 30%.
وقد أشار التقويم النصفي للمشروع والذي جرى ضمن مرحلة التنفيذ الأولى على صعيد 200 معلّم إلى النجاح في تحقيق ارتفاع بنسبة 37% في معرفة المحتوى التربوي المتعلق بمادّة الرياضيات من جهة و19% في معرفة المحتوى التربوي المتعلق بمادّة اللغة الإنكليزية من جهة أخرى، وذلك بالمقارنة مع النتائج المسجلة أثناء التقويم الأوّلي الذي أجري قبل انطلاق المشروع. وقد تمّ إجراء كلا التقييمين الأوّلي والنصفي في بيئة خاضعة للمراقبة باستخدام أدوات اختبار وبروتوكولات موحدة في مختلف مناطق تطبيق المشروع.
وبعد ستة أشهر، وعند نهاية المشروع، برهن الأساتذة المشاركون في البرنامج عن تحسن في الأداء بلغ معدّله 47% مقارنة بنتائج التقويم الأوّلي في كلا مادتيّ الرياضيات واللغة الإنكليزية. إضافة إلى ذلك، فقد أكّد 93% من مستخدمي التطبيق الهاتفي أنّ هذه التقنيّة قد أثّرت إيجابا على أسلوب التعليم الذي يتبعونه. كما لاحظ مدراء المدارس ارتفاعا في مشاركة الطلّاب وفخرهم بمدرستهم كنتيجة مباشرة لمشاركة أساتذتهم في برنامج "تزويد المعلمين في الريف الباكستاني بفرصة الحصول على الدروس عبر الهاتف النقال" التابع لـ "ديفلوبمنتس إن ليتيراسي".
وقد حظيت جمعية "ديفلوبمنتس إن ليتيراسي" في نوفمبر 2015 على جائزتين من برنامج منصة المعرفة (Knowledge Platform)في منتدى "لورن سمارت باكستان"(Learn Smart Pakistan) لعام 2015 وذلك لكونها شبكة المدارس الأفضل أداء في باكستان (من بين 19 شبكة المدارس المشاركة) وتقديرا لدعمهم للتعليم في باكستان.