الشراكات بين قطاع الأعمال والمدارس

لمحة عن المشروع

يمكّن المشروع قطاع الأعمال من عقد شراكات مع المدارس على مستوياتٍ مختلفة لدعم نظام التعليم في الأماكن التي تحتاج إلى المساعدة. بإمكان الشركات الخاصة التدخل مالياً من خلال "تبني" المدارس، وتحسين البنية التحتية، وإدارة المواد التعليمية والوصول إليها. كما يمكنها التدخل معنوياً من خلال تقديم خبراتها من مهارات ومعرفة فنية في مجال ريادة الأعمال، وسد الفجوة بين نظام التعليم والمجال العملي.

 
يهدف نظام تبني المدارس إلى استخدام خبرات وأدوات قطاع الأعمال لتحسين الإدارة والتعليم في المدارس. في جميع المدارس المتبناة، يتم تشكيل لجنة دعم للمدرسة تضم أحد رجال الأعمال وإداريين ومدرسين وطلاب وأولياء أمور كشركاء في عملية تحسين المدارس. وكنتيجة لتنوع أعضاء هذه اللجنة، تتحسن ظروف المدرسة من خلال تحسين المرافق والتجهيزات المدرسية، وتركيب مختبرات معلوماتية، وتجديد ساحات اللعب والمباني، وتصميم وتنفيذ نشاطات لاصفية.
 
الجانب الثاني للمشروع هو إظهار إمكانات الشباب وتمكينهم من تحقيق النجاح الاقتصادي من خلال استخدام برامج تعليمية تهدف إلى تشجيع ريادة الأعمال في المدارس والجامعات. ويتلقى الطلاب من مديري الشركات تدريبًا على ريادة الأعمال، والمبادئ المالية الأساسية، والمهارات الحياتية بالشراكة مع منظمة إنجاز وهي عضو في منظمة جونيور أتشيفمنت العالمية. وقد تم تدريب آلاف الطلاب من مدارس حكومية متوسطة وثانوية وجامعات على ريادة الأعمال، والمبادئ المالية الأساسية، والإعداد لدخول سوق العمل.

السياق والمشكلة

إضافةً إلى العوائق المالية التي تواجهها معظم أنظمة التعليم في العالم، والتي تؤثر عموماً على البنية التحتية ذاتها وعلى جودة التعليم، يتخرج طلاب نظام التعليم الحكومي في المغرب من المدارس بدون أن يعرفوا مهنهم المستقبلية لأنهم لم يكتسبوا المهارات الشخصيّة (الأوليّة) ومهارات العمل اللازمة للحصول على فرص عمل ملائمة تعكس أمنياتهم ورغباتهم وقدراتهم.
 
تبلغ نسبة بطالة شباب المغرب 30%. وفرص العمل الجديدة لا تكفي العدد المتزايد للشباب الذين يدخلون سوق العمل سنوياً. ومن ناحية أخرى، يعاني القطاع الخاص في المغرب من نقص في الموارد البشرية المؤهلة بالنوعية التي تسمح بتحسين التنافسية فيه. لذا، لا تلبي القوى العاملة المتوفرة احتياجات القطاع الخاص.يحاول المشروع معالجة هذه المشكلات من خلال تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل عبر تأسيس مشاريع خاصة بهم أو تزويدهم بالمهارات الأولية لمساعدتهم على النجاح في مقابلات العمل. وبشكلٍ عام، يهدف المشروع إلى المساهمة في تقليل معدل البطالة في المغرب، وبناء جيل جديد من رواد الأعمال.
 
لا يشجع النظام الحكومي في المغرب الطلاب على اتخاذ أي مبادرة. صحيح أن جميع الخريجين تقريباً يأملون بالحصول على فرص عمل، إلا أنهم نادراً ما ينتهزون الفرص لتأسيس مشاريعهم الخاصة حتى لو كانت صغيرة برغم الحوافز التي تقدمها الحكومة في مجالي التعليم والقروض.

الحل والأثر

إن المبدأ الأساسي للمشروع يقوم على استخدام الموارد التي يقدمها القطاع الخاص على جميع المستويات لتحسين نظام التعليم.

والهدف الرئيسي على صعيد نتائج التعليم وتنمية المهارات، هو مساعدة الشباب على تنمية روح ريادة الأعمال والمهارات الأولية، وبناء جيل جديد من رواد الأعمال، والغرض من ذلك هو تقليل معدل بطالة الشباب، ومعالجة مشكلات الإقصاء الاجتماعي والفقر. وقد شجعت برامج مختلفة الطلاب على تأسيس مشاريعهم الخاصة وباتوا مستعدين لمواجهة تحديات سوق العمل.

نقاط قوة المشروع:

  • أسلوب "التعلم بالممارسة" المبتكر. لسوء الحظ، يستند نظام التعليم في المغرب على الحفظ عن ظهر قلب، ولا يشجع المبادرات، والتخيُل، والعمل الجماعي، وروح الريادة.
  • التعاون الوثيق مع القطاع الخاص في مجال التعليم لتقديم الدروس بشكل أسبوعي.
  • برنامج مالي جديد "عمل البورصة" بالتعاون مع بورصة الدار البيضاء. كما أطلق المشروع برنامج "البداية الذكية" الذي يساعد الطلاب على تأسيس شركاتهم الخاصة بالشراكة مع أكبر مصرف استثماري في المغرب.

التعاون مع شركات السلام التي نفذت مشاريع في أكثر من 8 مناطق ريفية.

ويحضر التدريب الطلاب على تأسيس شركاتهم الخاصة، وتحديد مساراتهم المهنية في المستقبل، والاستعداد لسوق العمل، وربط ما يتعلموه في المدرسة مع الواقع. ويسهم المشروع في جعل الطلاب يدركون أهمية إتمام تعليمهم، وتقوية قدرتهم على حل المشكلات، واتخاذ القرار، والتفكير النقدي، ومهارات التواصل مع الآخرين.

التطور المستقبلي

قامت مجموعة بوسطن الاستشارية بتزويد منظمة انجاز بدراسةٍ مجانية لإستراتيجيتها ومدى تنظيمها. وانسجاماً مع إرشاداتها، تخطط منظمة انجاز لتنفيذ نشاطاتها في المدن الرئيسية العشر المتبقية في السنوات الخمس القادمة.

والمنظمة على وشك إبرام اتفاق شراكة مع وزارة التربية للوصول إلى المزيد من الطلاب، وتنفيذ نشاطاتها في جميع مناطق المملكة، حيث تهدف إلى تدريب 100,000 طالب بحلول عامي 2016/2017.

تعكف منظمة انجاز حالياً على توسيع شبكتها من خلال دعم الشركاء كمؤسسة دروسوس التي تعمل معها في مراكش وأغادير. وستقوم وزارة التربية بتوفير منسق في كل منطقة لتسهيل تطبيق البرامج في جميع أنحاء المغرب. كما قامت الجامعات المغربية بتبني نموذج ريادة الأعمال، ودعت منظمة انجاز إلى تنفيذه.

May 09, 2019