يستقطب المعهد الأفريقي لعلوم الرياضيات منذ تأسيسه عام 2003 وتدشين مركزه الأول في كيب تاون في جنوب أفريقيا الخريجين الجامعيين الأكثر تميزاً وموهبة ويزودهم بالتدريب الحديث في مجال الرياضيات والذي يحتاجونه ليحصلوا على وظائف فنّية أو يتابعوا دراساتهم العليا في المجالات التقنية.
ويقدّم المعهد دعماً مادياً كاملاً باعتبار أن الأغلبية العظمى من طلابه ينتمون إلى البيئات الأقل حظاً. ويتمتع المعهد الذي يعتمد على محاضرين متطوعين متميزين على مستوى العالم بسمعة عالمية ممتازة بسبب منهجه الواسع والصارم والذي يؤسس للتفكير المستقل ويقدّم مهارات قابلة للتطبيق على نطاق واسع ويقدم في الوقت نفسه المعرفة في أحدث المجالات وأكثرها ارتباطاً بالواقع الأفريقيّ مثل علم الأوبئة والإدارة المالية وإدارة الموارد الطبيعية. كما يركز المعهد بشكلٍ كبير على التعلّم التفاعلي ومهارات حل المشكلات والتعاون والتواصل.
وقد تأسس أول مراكز المعهد في جنوب أفريقيا حيث أثبت نجاحه الكبير، وقد أسس منذ ذلك الحين ثلاثة مراكز إضافية في غانا والسنغال والكاميرون بالإشراف على التخطيط والإنشاء ومراحل النمو الأولى لتلك المراكز.وسيتم افتتاح مركز خامس في تنزانيا عام 2015 ومن المخطط افتتاح 15 مركزاً بحلول عام 2023.
ويتمتع كل مركز بدرجة من الاستقلالية في حين تترابط المراكز في الوقت نفسه في نموذج فعّال ومتطوّر للحوكمة الشبكة، حيث توجد أمانة عالمية تعمل كآلية للتنسيق والإشراف لضمان الاتساق وجودة المعايير في جميع مراكز المعهد.
يعمل المعهد الإفريقي لعلوم الرياضيات على محاربة هجرة العقول ويجذب الكثير من الشباب الأفارقة المتميزين لمجالات الرياضيات والعلوم على أعلى مستوى من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات والثقة بالنفس لتمكينهم من المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في قارتهم في المستقبل.
تعتبر المهارات الحسابية العصب الرئيس للمجتمعات الحديثة، وتظهر الأبحاث أن الاستثمار في التعليم الجامعي في أفريقيا قد يكون أسرع الطرق لتحقيق المواكبة التكنولوجية والتنمية الاقتصادية. وعلى الرغم من تخرج قرابة مليون طالب من الجامعات الأفريقية كل عام فإنّ التدريب عالي المستوى غير متوفر عموماً وبخاصة في المجالات العلمية والتقنية. ويتابع عدد قليل من الخريجين دراسة الماجستير والدكتوراه، ومن هؤلاء لا تبقى في أفريقيا إلا قلة قليلة. وقد أدت كل تلك العوامل إلى ندرة كبيرة في الخبرات العلمية والحسابية مما أثر سلباً على كل جوانب التنمية بما في ذلك التعليم والعلوم والصناعة والحكومة.
تعتبر البيئة التي يوفّرها المعهد واعتماده التعليم الداخلي خاصيّة فريدة حيث تكمن قوة المشروع في تعظيم تواصل الطلاب بالمحاضرين والمدرسين وتزويدهم بإمكانية العمل على حواسيب عالية الجودة بشكلٍ دائم ومصادر الإنترنت والمكتبة وتعزيز الشعور بالانتماء إلى مجتمع قوي يمتد في أنحاء أفريقيا مما يعطي الطلاب الثقة بالنفس والاعتزاز بقارتهم. يتمتع خريجو المعهد بشبكة من العلاقات في أنحاء أفريقيا والعالم إضافة إلى المعرفة والمهارات والثقة الضرورية للنجاح في العديد من المجالات.
ومن حيث الأثر فقد حقق المعهد بالفعل تغييراً ملموساً، فمنذ يونيو 2013 تخرج من مركز المعهد في جنوب أفريقيا والسنغال 560 طالب -30% منهم إناث- من 38 دولة أفريقية، وقد توجه أكثر من 80% منهم لمتابعة دراستهم للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه في جامعات ممتازة في أفريقيا والخارج مباشرة بعد التخرج من المعهد. بل إن مسحاً أجري عام 2012 أظهر أن 86% من الخريجين يعتقدون أن المعهد أثر على قراراتهم المهنية. ويفتخر المعهد بأن خريجيه يعملون كأخصائيي إحصاء في مجلس أنظمة الطاقة في زامبيا، ومهندسي نظم في شركات استشارية في مجال المعلوماتية في ناميبيا، وباحثين في مجال الأوبئة في جنوب أفريقيا ومحاضرين في عدد من الجامعات الأفريقية يقومون بدورهم بتعليم مئات الطلاب كل سنة.
تشمل أهداف المشروع وتطوراته المستقبلية ما يلي:
1) رفع إمكانية حصول النساء والرجال على التعليم عالي الجودة في مجال الرياضيات
2) تعزيز جودة التعليم في المعهد الأفريقي لعلوم الرياضيات- مبادرة أينشتاين القادم وتقوية ارتباطه بالواقع
3) زيادة الطلب على علوم الرياضيات والاهتمام بها
4) زيادة كفاءة شبكة المعهد واستدامتها
5) إيجاد المزيد من الأدلة على مساهمة المعهد في النمو الاقتصادي وتنمية رأس المال البشري
وينوي المشروع تحقيق ذلك من خلال:
1) تدعيم وتوحيد العمل في مراكز المعهد الموجودة
2) تدعيم منهج المعهد الأساسي بمهارات ملائمة للعمل والتوظيف من شأنها تحسين فرص الطلاب في الحصول على وظائف عند التخرج
3) التعريف بتأثير علوم الرياضيات وأهميتها لتنمية أفريقيا من خلال برنامج توعية تعليمي
4) تنظيم العديد من النشاطات المتنوعة لتوحيد العمل والمعايير على امتداد الشبكة وبناء قدرات المراكز في المناطق المهمة
5) إجراء مسوحات سنوية للخريجين لتقييم الأثر الاجتماعي والاقتصادي لخريجي المعهد والاستفادة من هذه المعلومات في رفع فعالية المراكز والمقررات.