نبذة عن المشروع
يعتمد البرنامج على الاستفادة من المباني والموارد البشرية المتاحة، وبالتالي استبعاد الحاجة لبناء مرافق مكلفة، بل يركز بدلاً من ذلك على تزويد اللاجئين بفرص متميزة للحصول على الخبرات والموارد التعليمية والمناهج الدراسية والتدريب. يتم تقديم هيكل المنهج الدراسي للمعلمين من خلال إجراء تدريب شامل وتشاركي. وباستكمال التدريب، يتمكن المعلمون من الاعتياد على المنهج الدراسي وتنفيذه عبر إقامة الأنشطة والأغاني والقصص التي تعكس التراث الثقافي للطلاب وتجاربهم واحتياجاتهم وبيئاتهم. وقد حظي نموذج برنامج أمواج صغيرة بالإشادة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين ومنظمة "OpenIDEO" وهيئة المعونة البريطانية باعتباره برنامجًا متميزًا يقدم حلاً تعليميًا موجهًا للمجتمع وفعالًا من حيث التكلفة. وقد طلبت عدة منظمات من منظمة آي آكت توسيع نطاق عمل البرنامج ليشمل مناطق شرق تشاد وجنوب السودان والأردن والكاميرون.
ليس وحدها مرحلة الطفولة المبكرة التي تعدّ أهم مرحلة من مراحل التنمية، فيمكن لمرحلة ما قبل التعليم المدرسي توفير الاستقرار والأمن وإتاحة الفرصة للأطفال للتعافي من آثار الصدمات النفسية، فضلاً عن التأثير التنموي على المجتمع ككل لعدة سنوات قادمة. وتنشأ خلال السنوات الخمس الأولى من عملية التطوير مسارات داخل دماغ الطفل تساعده على بناء وصلات حيوية يستخدمها الطفل في المواقف المختلفة في المستقبل. وتشمل الخصائص الرئيسية، التي يتم تطويرها في هذا العمر، الفضول والبراعة والتفاعل الاجتماعي. وبالتالي، فإن تطوير عدد قليل من وصلات الدماغ الإيجابية خلال سنوات العمر الحرجة يمكن أن يؤثر على قدرة المرء في التعامل مع أمور الحياة. كما أن وقوع فشل في بناء تلك الوصلات قد يهدد ببقائها على حالها. وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أن تمكين المرأة يمكن أن يكون عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مبادرة خاصة بتعليم الطفل وصحته.
وبخلاف غيره من المبادرات وأساليب التعليم التقليدي الموجهة للاجئين، تم تصميم برنامج أمواج صغيرة بطريقة تمكن اللاجئين أنفسهم من المشاركة في تطويره وتولي قيادته بشكل كامل. وقامت منظمة آي آكت بتوظيف نساء لاجئات للعمل كمعلمات وقائدات. وقد تم منحهم الفرصة للحصول على الخبرات والموارد التعليمية والمناهج الدراسية والتدريب، وتقديم الدعم لهن في إدارة جميع جوانب البرنامج. ولا تبقى المنظمة بداخل المخيمات للتدخل في إدارة البرنامج، ذلك أن البرنامج يعتمد على الثقة والاعتقاد بأنه إذا تم منح اللاجئين الأدوات والسلطة المناسبة، فإنهم قادرين على تنفيذ البرنامج وإدارته.
وقد تم وضع الهيكل الأساسي لمنهج برنامج أمواج صغيرة الدراسي بشكل فريد من قبل عدد من الخبراء في مجال التطوير في مرحلة الطفولة المبكرة والتعافي من آثار الصدمات النفسية واليقظة ومرحلة التعليم ما قبل المدرسي، وذلك للتأكد من أن البرنامج يشتمل على أفضل الممارسات في مجال التطوير في مرحلة الطفولة المبكرة بالنسبة للأطفال اللاجئين. ويهتم المنهج بتعليم القراءة والكتابة وتدريس الحساب. والأهم من ذلك أن البرنامج يعتمد على أسلوب اللعب والتركيز على التعلم الوجداني الاجتماعي، وتنمية الشعور بالتعاطف، وإدارة السلوك الإيجابي، وتحقيق السلام، ومساعدة الأطفال على اليقظة والانتباه. ويقوم المعلمون بدارسة المنهج عبر إقامة تدريب تشاركي، ومن ثم تكييف المنهج الدراسي بما يتناسب مع السياق والثقافة الخاصة بهم، مع إضافة الأنشطة والقصص والألعاب. كما يوفر البرنامج وجبة يومية لكل طالب تضطلع أمهات من المجتمع بإعدادها.
يخضع البرنامج للتقييم بشكل سنوي. وقد أظهر أول تقييم لمتابعة 134 طالبًا مؤشرات تطوير في الجوانب الاجتماعية والوجدانية والمعرفية والبدنية. وأفاد التقرير أن عدد الطلاب الذين لم يمارسوا العنف – أو مارسوه في بعض الأحيان – مع الأطفال الآخرين (مثل الركل أو العض أو الضرب) قد ارتفع بنسبة 12 في المائة، أي من 113 إلى 127 طالب. وارتفع عدد الطلاب القادرين على تحديد الألوان بنسبة 89 في المائة. وازداد كذلك عدد الطلاب القادرين على تحديد أربعة حيوانات أو أكثر من الصور بنسبة 200 في المائة. كما زاد عدد الطلاب القادرين على العد حتى خمسة أو أكثر بنسبة 69 في المائة.