تعتبر "المدرسة الجديدة"، التي بدأت في ريف كولومبيا في عام 1975، نموذج تعلّم أقيم استجابة لمشكلات التعليم التمدرس غير المكتمل ومعدلات التسرب والرسوب العالية وضعف العلاقات بين المدرسة والمجتمع وضعف معنويات المعلمين وعدم كفاية تأهيل المعلمين ونقص مواد التعلم. وقد عُدلت منذ ذلك الحين بما يلائم السكان المهاجرين والحضريين، كما اعتمدتها 16 دولة، لتصل إلى أكثر من خمسة ملايين طفل.
تقدم "المدرسة الجديدة" حلًا فعالًا من حيث التكلفة وقابلًا للتكرار لتحسين جودة التعليم الأساسي في المدارس منخفضة الدخل. ومن خلال نهج المدرسة التعاوني في التعلم الذي يركز على الطفل، فإنها تحوّل قاعات الدرس التقليدية وتشجع المهارات الاستحداثية: تُعلّم التعلم والعمليات الريادية والعمل الجماعي واتخاذ القرار.
وبما أنها تعتمد نهجًا قاعديًا (من الأسفل إلى الأعلى)، فهي تؤثر في كامل نظام التعليم من خلال إشراك جميع المعنيين؛ أما النهج النازل (من الأعلى إلى الأسفل) فيؤثر في السياسة التعليمية.
يتعلم الطلاب في مجموعات صغيرة تستعمل مقررات تفاعلية قابلة لإعادة الاستعمال ومصممة لتشجيع الحوار والتفكير النقدي وتطبيق المعارف في العائلة والمجتمع. تسمح المقررات للطلاب بالتقدم وفق إمكانياتهم. ويستعمل الأطفال أماكن تعلّم بمواد محلية ومكتبة صفيّة صغيرة، ويتم توزيعهم على مدارس حكوميّة فيها لجان وأدوات تعزز المشاركة. وقد أثبتت هذه الطريقة أنها ممتازة في معالجة التنوع في الأعمار والصفوف والجنس والثقافة. كما يكون تأهيل المعلمين تجريبيًا، حيث يتحوّل دورهم من ناقلين للحقائق إلى ميسرين ومرشدين يدعم بعضهم بعضاً، ويعززون التغيير الإيجابي في المواقف من خلال حلقات التعلم والشبكات المحلية.
إن لدى مشروع "المدرسة الجديدة" الجريء والإبداعيّ قابلية هائلة للتطبيق في أنحاء العالم وضمن مستويات تعليمية مختلفة ولتلبية احتياجات فئات السكان الريفية والحضرية والمهاجرة. كما تشجع طريقتها التعاونية تعلم المهارات والمواقف الاستحداثية، وتعزز المهارات الحياتية والمنهاج والمواد التعليمية.
تشمل الأطراف المعنية الأساسية أيضًا المستفيدين، كالأطفال والمراهقين والمعلمين والعائلات والمجتمعات المحلية ومديري التعليم.
وهناك شراكات وثيقة مع: وزارة التربية في كولومبيا وأمناء سر التربية في بوياكا وسانتاندر وبوتومايو وغيرها، وإيكوبيترول والاتحاد الوطني لمزارعي القهوة ومؤسسة موتورولا ومؤسسة سكول ومبادرة كلينتون العالمية واليونيسيف والبنك الدولي والصليب الأحمر والخطة الدولية وغيرها.