يعاني الطلاب ذوو الدخل المحدود صعوبةً في الحصول على الدعم والتوجيه الجيّد الذي يحتاجونه ليكونوا مستعدين لدخول الجامعة مع نهاية المرحلة الثانوية. ولذلك تعمل شبكة كريستو راي على ضمان أن يكون جميع الطلاب، بغض النظر عن الدخل، مستعدين للتخرج من الجامعة وتحقيق الازدهار والقيمة المضافة لأنفسهم ولعائلاتهم ولمجتمعهم.
ولهذا الغرض تعمل مدرسة كريستو راي في الوقت نفسه بوصفها مدرسة ووكالة توظيف مؤقت حيث يلتحق جميع طلابها بالعمل. ويقوم أكثر من 1,800 من شركائنا في قطاع الأعمال، بما في ذلك الشركات التجارية والقانونية والهندسية والمصارف والمستشفيات والجامعات وغيرها من الأعمال، بتوظيف فريق من الطلاب يتناوبون ليوم واحد كل أسبوع في أول السلم الوظيفي في المؤسسة. وتغطي أجور الخدمات التي يقدمها الطلاب نصف تكاليف تعليمهم. ومن المتوقع أن يكسب 8,100 طالب في 26 مدرسة خلال هذا العام الدراسي 44 مليون دولار أمريكي ليغطوا تكاليف تعليمهم الخاص الذي يعدّهم للجامعة، كما إنهم سيكتسبون خبرات عملية لا يمكن اكتسابها في الصف. إن تعريف الطلاب على المتطلبات العملية الصارمة في مكان العمل من شأنه أن: 1) يكسبهم المهارات والسلوكيات الضرورية للنجاح، 2) يوضح لهم أهمية التعليم الذي يحصلون عليه في الصف ، 3) يجعلهم يتخيلون من جديد مستقبلهم حين يصبحون خريجين جامعيين مختصين.
ونتيجة لذلك، فإن طلاب كريستو راي يتخرّجون من الجامعة بمعدل ضعف أقرانهم من نفس المستوى الاقتصادي.
يبلغ معدل التخرج من الجامعة في الولايات المتحدة بين الشباب محدودي الدخل أقل من 1 من أصل عشرة. ويكمن مفتاح التغيير الأساسي في جميع المدن في البحث عن وسائل جديدة لتزويد الولدين بخيارات تعليمية نوعية وأن تقوم المدارس الثانوية بتدريب الطلاب على النجاح في عالم العمل. لم يتمكن كبار الخبراء وصناع السياسات من وضع مشاريع وطنية مستدامة كفيلة بالتغلب على ارتفاع معدل التسرب من الدراسة بين الشباب من البيئات المدنية الأقل حظاً. ولكن بضع المدارس الخاصة داخل المدن نجحت في تعليم الطلاب ذوي الدخل المحدود. ولكن التكاليف تشكل عائقاً متزايداً بالنسبة للعائلات محدودة الدخل.
وهكذا فإنه من الضروري معالجة هذا التحدي من أجل كسر حلقة الفقر والاستفادة من النجاح التعليمي في تحقيق الازدهار للشباب وعائلاتهم ومجتمعهم.
تعمل مدارس كريستو راي من خلال البرنامج المؤسسي للدراسة والعمل على تحويل البيئة التعليمية بالنسبة للشباب محدودي الدخل كما تعتبر عاملاً أساسياً لتغيير كيفية مساهمة قطاع الأعمال في أمريكا في تطوير القوى العاملة المستقبلية بدون تكلفة إضافية على المجتمع. إن نموذج الدراسة والعمل يعطي فعلاً بعداً جديداً لعملية التعلّم. عادة، تلجأ المدارس لإقامة معارض وظائف أو استضافة متحدثين للربط بين التعلّم الصفي والمهن المستقبلية. أما في كريستو راي، فيعمل الطلاب لثماني ساعات في الأسبوع على مدى أربع سنوات من تعليمهم الثانوي في بيئات العمل المهنية ويتعاونون مع الأطباء والمحامين والمهندسين والمصرفيين وغيرهم من المختصين.
يتمتع النموذج بنقاط قوة رئيسية وهي:
1) يوفر النموذج للطلاب فرصة المساهمة مالياً في تعليمهم مما يجعل الحصول على التعليم الخاص والجيد خياراً معقول التكلفة بالنسبة للطلاب وعائلاتهم.
2) يعزز النموذج استراتجيات التفكير لدى الطلاب وسلوكيات التعلّم مدى الحياة التي يتم التركيز عليها في الصف (كالدقة والتفكير المعقّد والمثابرة في المهام الجديدة والتعاون والعمل ضمن فريق). وهذه المهارات ضرورية للنجاح في الجامعة والعمل.
3) يسمح النموذج للطلاب بتطبيق ما تعلموه في الصف وربطه بعالم العمل. ونتيجةً لذلك يعيد طلاب كريستو راي تخيل مستقبلهم كموظفين حاصلين على تعليم جامعي.
من حيث النتائج والأثر، أظهرت التقييمات أن الطلاب يحققون التميّز في مكان العمل. فبحسب تقييم الأداء في المؤسسات الشريكة في المشروع والذي أجري في بدايات 2013، فإنّ 74% من طلاب كريستو راي يحققون التطلعات في مجال العمل أو يتجاوزونها. وقد وصل معدل بقاء الشركات الراعية سنوياً إلى نسبة 88%. بالإضافة إلى ذلك، فإن تفوّق مدارس كريستو راي الثانوية في مكان العمل يؤدي إلى نجاح خريجي كريستو راي في الجامعة. وتعمل كريستو راي مع المؤسسة الطلابية الوطنية للتحقق من الشهادات لتتبع أداء خريجيها في الجامعات وتظهر النتائج أنهم يلتحقون بالجامعة ويتخرجون منها بما يعادل ضعف أقرانهم من نفس المستوى الاقتصادي.
تقدّم مدارس كريستو راي الـ26 خدماتها لـ 8,100 طالب ينتمون لعائلات لديها فرص تعليمية محدودة. وقد تخرج من مدارسها حتى اليوم 6,800 طالب. وينتمي طلاب كريستو راي إلى عائلات متوسط عدد أفرادها أربعة ومتوسط دخلها 34 آلاف دولار. ستة وتسعون بالمئة من طلاب كريستو راي من غير البيض. وتقبل مدارس كريستو راي جميع الطلاب بغض النظر عن انتمائهم الديني، حيث كان 40% من الطلاب خلال العام الدراسي الفائت لا ينتمون إلى المذهب الكاثوليكي. في المتوسط، يصل طلاب كريستو راي إلى الصف التاسع بمستوى أكاديميّ أدنى بصفين لا لخطأ اقترفوه بل لأنهم لم يحصلوا على التعليم الجيد في الصفوف السابقة.
استفاد 6,800 خريجاً من المشروع حتى اليوم، فيما يصل المشروع حالياً إلى 8,100 طالب مما يجعل المجموع 14,900 من الشباب المستفيدين.
ويتم تنفيذ المشروع في 26 موقعاً مختلفاً فيما يتم الإعداد لستة مشاريع مشابهة جديدة.
في ظل الحاجة الهائلة لتزويد المزيد من الشباب الذين لا يحصلون على خيارات تعليمية جيدة كافية، تخطط شبكة كريستو راي لتوسيع عملها من خلال 1) افتتاح 14 مدرسة جديدة وَ 2) زيادة متوسط التحاق الطلاب في المدارس القائمة لخدمة أكثر من 15,000 طالباً من ذوي الدخل المحدود في مختلف أنحاء البلاد بحلول العام 2020.
ومن أجل النمو بشكل فعّال، يتعين على شبكة كريستو راي أن تبني قدرتها ليس فقط لدعم التوسع في مدارس جديدة بل لإدارة تطور البرنامج المؤسسي للعمل والدراسة لتأمين عدد كاف من الوظائف في أول السلم الوظيفي بما يلبي الاحتياجات والتغيرات لدى القوى العاملة. ولذلك ومن أجل ضمان أن يمتلك طلابها الحاليون والمستقبليون المهارات والفرص الضرورية لتحقيق القيمة في اقتصاد المستقبل، قامت المنظمة مؤخراً بإطلاق مشروع يهدف لـ 1) تحسين المهارات الاجتماعية والفنية التي يكتسبها طلاب كريستو راي من خلال العمل في أول السلم الوظيفي أثناء دراستهم الثانوية وَ 2) تعميم تلك الممارسات المثبتة بالبراهين بحيث تتمكن مدارس كريستو راي من خدمة عدد أكبر من الطلاب.