نبذة عن المشروع
تم إقامة أول مراكز صندوق الأفكار في عام 2014 في بوروندي، حيث تجاوز عدد الزيارات لتلك المراكز 24 ألف زيارة خلال ثلاثة أشهر فقط، وتخطى عدد المستخدمين المسجلين حاجز الثلاثة آلاف، مما اعتبر نجاحًا عظيمًا لهذا المشروع التجريبي. ومنذ ذلك الحين، أُقيمت مراكز صندوق الأفكار في مخيمات اللاجئين في بوروندي والأردن وإثيوبيا.
ويعدّ هذا أمرًا بالغ الأهمية خصوصًا في حالات الطوارئ، إذ يواجه اللاجئون والنازحون الفارون من الحروب والكوارث الطبيعية تحديات هائلة في سبيل مواصلة تعليمهم. ومع ذلك، فمن الضروري أن يكونوا قادرين على مواصلة التعلم والنمو والالتحاق بالمدارس، من منطلق أنهم سيكونون مساهمين فاعلين في إعادة بناء أوطانهم بعد انتهاء الأزمات.
وعلى سبيل المثال، أدى الصراع القائم منذ 5 سنوات في سوريا إلى عواقب وخيمة على حياة الملايين من اللاجئين والنازحين. ويتعرض الأطفال والمراهقون بشكل خاص لكثير من المخاطر تتمثل في التعرض لمستويات عالية من مخاطر العنف والصدمات النفسية نتيجة فقدان مكتسباتهم الاجتماعية، وعلى رأسها الحق في التعليم. وبالنسبة للذين تمكنوا من الفرار إلى البلدان المجاورة، فقد تم الترحيب بهم في مجتمعات ترزح تحت وطأة ضغوط اقتصادية واجتماعية شديدة، وخدمات عامة وبنية تحتية هشة بالفعل. ففي لبنان، على سبيل المثال، يشكل اللاجئون السوريون 25 في المائة من السكان، ما يجعل الحلول التعليمية المؤقتة غير كافية لاستيعاب الزيادة في أعداد الطلاب.
ومن ثم، يعدّ هذا المشروع في الوقت الحالي وسيلةً فريدةً من نوعها في عالم الابتكار في مجال التعليم، باعتباره يمثل مفهومًا متكاملًا يمتاز بتصميم محكم يتيح الوصول إلى الموارد التعليمية والإبداعية في أماكنٍ يندر أو لا يتوفر فيها الحصول على تدريبٍ جيدٍ أو أدواتٍ لمساعدة القائمين على التعليم. ويوفر المشروع بيئة تعليمية آمنة للسكان، إذ يقوم بتزويد الأفراد القائمين على العملية التعليمية والطلاب والأسر بالمناهج والأدوات التربوية المبتكرة القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبالتالي يجمع بين خصائص التعليم الرسمي وغير الرسمي. وتشمل قائمة المشاركين في تقديم محتوى المشروع أكاديمية خان وكورسيرا التي تمثل مركزًا إبداعيًا يهتم بتوفير التعليم التفاعلي والفردي والجماعي وكذا المحتوى المناسب للمستخدم.
منذ الانطلاق التجريبي في عام 2014، خضع المشروع للمتابعة المنتظمة، إلى جانب إجراء ثلاثة تقييمات له. وقد أظهرت هذه الإجراءات وجود أربعة تأثيرات تحويلية لمشروع صندوق الأفكار على المستويات الأكاديمية لطلاب المدارس وكذلك على أساليب التدريس التي يتبعها المدربون.
ويعمل المشروع على أن يصبح نموذجًا تجاريًا لتدفق الإيرادات، وفي الوقت نفسه يسعى عدد من أبرز الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الكبرى العاملة في المجال الإنساني إلى جعل المشروع أحد السمات القياسية للاستجابة الإنسانية.